الأحد، 18 يناير 2009

الأثرياء
تبدو العلاقة بين البشر والفلوس مثيرة للانتباه فى جوانب عديدة، ولكن ما أطرحه هنا ويثير انتباهى هو ارتباط الأموال الطائلة بأشخاص ذى ذكاء محدود، بمعنى أن كثيراً من الأثرياء على مر التاريخ كانوا غير أسوياء أو أشراراً أو حمقى.. إلخ. بالتأكيد توجد نماذج مشرفة جداً من شديدى الثراء، وهناك رجال قدموا لأمتهم وشعوبهم الكثير، ورجال بنوا ثرواتهم بالجهد والعرق.. لكن نسبة هؤلاء تظل ضئيلة جداً مقارنة بالفئة الأولى صاحبة الصورة السيئة فى أذهان الناس.. فهل أجد لهذا تفسيراً لدى علماء النفس والاجتماع؟!
عبود مصطفى عبود

الثلاثاء، 13 مايو 2008

الدكتور أحمد هيكل


أحمـد هيكـل
(1922 - 2006م)

ولد المرحوم الدكتور أحمد عبد المقصود هيكل بمدينة الزقازيق في عام 1922م، وأتم دراسته الابتدائية والثانوية بمعهدها الديني سنة 1944م. أتم دراسته العالية بكلية دار العلوم ونال درجة الليسانس سنة 1948م، وكان أول دفعته. عُيِّن معيدًا سنة 1948م، وكان أول معيد في تاريخ الكلية.
أوفد مبعوثًا إلى إسبانيا ونال درجة الدكتوراه من جامعة مدريد سنة 1954م في الأدب الأندلسي.
تدرج في مناصب هيئة التدريس بكلية دار العلوم من مدرس سنة 1955م إلى أستاذ سنة 1968م ورئيس قسم الدراسات الأدبية سنة 1971م.
انتدب مستشارًا ثقافيًّا لسفارة مصر بإسبانيا، ومديرًا للمعهد المصري بمدريد نحو خمس سنوات.
عمل أستاذًا زائرًا في جامعة الخرطوم وقطر والإمام محمد بن سعود، كما حاضر في جامعة مدريد وغرناطة وأليكانتي بإسبانيا.
تولى عمادة كلية دار العلوم من سنة 1980م إلى سنة 1984م. عين نائبًا لرئيس جامعة القاهرة في صيف سنة 1984م. عين وزيرًا للثقافة سنة 1985م وظل يشغل هذا المنصب نحو سنتين.
انتخب عضوًا بمجلس الشعب في دورتين برلمانيتين، وعين عضوًا مختارًا بقرار جمهوري في دورة ثالثة، وكانت مدة عضويته نحو عشر سنوات (1984 – 1995م). عاد أستاذّا متفرغًا بكلية دار العلوم ابتداءً من شهر أكتوبر سنة 1987م.
وللدكتور أحمد هيكل مساهمات بارزة في المجالس العلمية والثقافية، ومشاركات فعالة في المؤتمرات العلمية والأدبية في الشرق والغرب، ومن ذلك أنه:
عمل عضوًا في المجلس القومي للثقافة، وعضوًا في المجلس القومي للتعليم، وعضوًا بمجمع البحوث الإسلامية، ومقررًا للجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة. واختير عضوًا في محكمة القيم العليا.
كان عضوًا مشاركًا في الأكاديمية الملكية الإسبانية للتاريخ. عمل رئيس لجنة التعليم بمجلس الشعب.
انتخب عضوًا عاملاً بالمجمع سنة 1999م، في المكان الذي خلا بوفاة الدكتور إبراهيم مدكور.

والدكتور أحمد هيكل شاعر ومؤرخ للأدب وناقد ومعلم، وله مؤلفات عديدة تمثل هذه الأدوار جميعًا، فمن مؤلفاته:
· كتاب "الأدب الأندلسي" (طبع بدار المعارف اثنتي عشرة طبعة).
· كتاب "تطور الأدب الحديث في مصر" (طبع بدار المعارف ست طبعات).
· كتاب "الأدب القصصي والمسرحي في مصر" (طبع بدار المعارف أربع طبعات).
· كتاب "دراسات أدبية" (طبع بدار المعارف طبعة أولى).
· "ابن سهل الأشبيلي" – عصره وحياته وشعره، (رسالة الدكتوراه بالإسبانية).
· "ديوان ابن سهل" (تحقيق علمي لديوان الشاعر، ملحق برسالة الدكتوراه).
· كتاب "منهاج عربي للمتحدثين بالإسبانية" (طبع في مدريد بالإسبانية ثلاث طبعات).
· ديوان "أصداء الناي" (وهو مجموعة شعرية، وقد طبع بالهيئة العامة للكتاب طبعتين).
· كتاب "محاضرات عن الإسلام" (طبع في مدريد بالإسبانية طبعة أولى).
· كتاب "قصائد أندلسية" دراسة تحليلية لمختارات من الشعر الأندلسي، (مكتبة الشباب بالقاهرة).
· كتاب "شخصيات أدبية"، (الهيئة المصرية العامة للكتاب).
· ديوان "حفيف الخريف"، (الهيئة المصرية العامة للكتاب).
· سنوات وذكريات، سيرة ذاتية، (الهيئة المصرية العامة للكتاب).
· في الأدب واللغة، (الهيئة المصرية العامة للكتاب).
· عديد من المقالات والدراسات والأحاديث (منشورة في الصحف والدوريات أو مذاعة بالمذياع).
وتقديرًا لدوره المتميز في الأدب العربي، وفي خدمة الوطن منح الأوسمة والجوائز الآتية:
- جائزة الدولة التشجيعية في النقد والدراسات الأدبية سنة 1969م.
- جائزة الدولة التقديرية في الأدب سنة 1985م.
- جائزة مبارك في الأدب عام 2004م.
- وسام الاستحقاق من جلالة ملك إسبانيا.
- وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من رئيس جمهورية مصر العربية.
- وسام الجمهورية من الطبقة الأولى من رئيس جمهورية مصر العربية.

يقول عنه دكتور محمد حسن عبد العزيز، عضو المجمع:
"أستاذي الدكتور أحمد هيكل مؤرخ أدبي كبير يستقصي فيما كتبه عن الأدب العربي الأسباب والآثار، ويرصد المتغيرات ومساراتها، وهو ناقد فقيه بالنصوص يكشف عن جمالياتها بحس مرهف ورؤية عميقة وهو – من غير شك - رائد في دراسة الأدب الأندلسي، اقتحم مجاهيله ويسَّر الطريق إليه.
وهو من أحب أساتذتي إلى نفسي؛ كان يُدرِّس لنا نصوصًا من الشعر العربي الحديث، لشكري والعقاد والشابي، وكان في شرحه واضحًا متدفقًا، كماء الجداول أحيانًا، وكماء السيل أحيانًا، فاللغة كأنها طوع عقله ولسانه، ووفق ما يستكشفه من النص".

السبت، 10 مايو 2008

المسرح العربي نشأته وتطوره


المسرح في مصر الفرعونية
نشأ الأدب المسرحي في مصر الفرعونية نشأة دينية سابقا بذلك اليونان بثلاثة آلاف سنة كما يتضح من تمثيلية منف في عهد الملك مينا، ومسرحية التتويج في عهد الملك سنوسرت الأول، ومسرحية انتصار حور على ست قاتل والده أوزيريس التي يرجح أن كاتبها هو الحكيم أمحتب في عهد الملك زوسر، فعندما مر هيرودت المؤرخ اليوناني الكبير ببلدة صان الحجر عام 450ق.م أشار إلى أن :" على هذه البلدة تقام ليلا تمثيلات تصور آلام إيزيس، والمصريون يسمون هذه التمثيلات بالأسرار". لم تكن هذه النصوص التمثيلية ساذجة بل كانت ذات مغزى، وكان رجال الدين هم من يقومون فيها بالتمثيل وكانتالقصة تدور حول بحث إيزيس وابنها حور عن جثة وزجها وأخيها أوزيريس أربعين قطعة بعدد محافظات مصر وقتئذ غير أن إيزيس وابنها حور قد نجحا بعد معارك في جمع جثة اوزيريس وإعاته للحياة.ولم يكتف هيرودوت بهذا النص التمثيلي الذي يثبت وجود المسرح في العصر الفرعوني بل يذكر أن الإعريق قد أخذوا فن المسرحية عن الفراعنة وإن لم يتطور عندهم ويخرج من النطاق الديني.
وذلك ما ذهب إليه علماء الآثار إذ اكتشفوا نقوشا تمثيلية في العرابة المدفونة "أبيدوس" بالقرب من مدينة جرجا، كما لوحظ أن طقوس العبادة في مصر القديمة كانت مصحوبة بالتمثيل، مما يوحي بنشأة الفن المسرحي هناك.
لكن غموضا ما قد اكتنف المسرح الفرعوني، يرجعه لويس عوض إلى أن المسرح المصري نشأ في أحضان الدين ومات في أحضان الدين أيضا، بيد أن المسرح الذي نشأ فعلا في أحضان الدين قد تطور بعد ذلك ليجابه مآسي الحياة ومشاكلها بدليل العثور على أدلة من النقوش والبرديات التي شملت نصوصا قصيرة لروايات مصرية قديمة تناولت المسائل الدنيوية إلى جانب المسائل الدينية كقصة مغامرات حورس، وقصصا فلسفية مثل الصدق والكذب وقصص سيكولوجية مثل الأخوين، وموضوعها المرأة العاشقة التي يصدها محبوبها عن الإثم فتشي بمحبوبها عند أخوه وزوجها ليقوم بالانتقام لها، هذه الأشكال والموضوعات التي تطورا إليها القصص القصيرة والروايات في مصر القديمة قد صاحبها تطور في الأشكال والموضوعات التي تناولتها النصوص المسرحية وكل هذه القوالب الأدبية نشأت في البداية في أحضان الدين ثم تطورت بعد ذلك وتناولت الحياة الواقعية للإنسان المصري القديم كما يقول الأستاذ عمر الدسوقي في كتاب المسرحية:" لم يقف المسرح المصري القديم على عتبة المعبد بل خرج إلى الشعب، وكان يقوم بالتمثيل فرق متجولة ويدخله بعض الرقص والغناء ثم قضي على المسرح المصري وانمحت معالمه في مصر اليونانية والرومانية، ولاسيما بعد ظهور المسيحية لاتصاله الوثيق بالوثنية".
ربما كانت الأديان ـ المسيحية والإسلام ـ التي توالى دخولها إلى مصر في تلك الفترة كانت حربا على النشاط المسرحي فمحته أو كادت، غير أن المسرح قد عاد إلى نشاطه في ظل المسيحية في القرنين التاسع والعاشر الميلاديين وظهرت التمثيلات المدرسية في القرن الثاني عشر، ثم تمثيليات المعجزات الخارقة والتمثيليات التي تتناول حياة العذراء والقديسين.

المسرح عند العرب
عرف العرب القصص الشعبي ينشده ويرويه عازفو الربابة كما عرفوا بهاليل القصور ومضحكي الأمراء، كذلك مارسو الإرهاصات لأن يصبح التمثيل وسيلة في الدعاية المذهبية والسياسية كما كان يقع في المحافل، أو فيما كان يؤديه الشيعة لإحياء ذكرى مقتل الحسين بن علي في كل عام.
على أن التاريخ الحقيقي لفن المسرح في أي بلد أنما هو تاريخ كتابة المسرحية فيه، كتلك الإرهاصات البدائية لفن التمثيل عند العرب والتي تعد بذورا للمسرح عند العرب، والتي نجدها في بعض الطقوس الدينية كتلبية قبيلة عك إذ روي أنها كانت إذ خرجت للحج قدمت أمامها غلامين أسودين من غلمانها يقولان: نحن غرابا عك، فتقول عك من بعدهما: عك إليك عانية، عبادك اليمانية، كيما نحج الثانية.
كما ورد في كتاب تاريخ بغداد أنه كان في زمن المهدي رجل صوفي وكان عاقلا عالما، كان يخرج كل اثنين وخميس خارج بغداد ويصعد تلا وينادي بأعلى صوته: ما فعل النبيون والمرسلون؟ أو ليسوا في أعلى عليين؟ فيقولون: نعم. فيقول: هاتوا أبا بكر! فيتقدم رجل فيجلس بين يديه. فيقول له: جزاك الله خيرا يا أبا بكر عن الرعية فقد عدلت فقمت بما يرضي الله، وخلفت محمدا(ص) فأحسنت الخلافة ووصلت حبل الدين بعد حل وتنازع، وفرغت منه إلى أوثق عروة وأحسن ثقة، وفعلت وفعلت، ويذكر ما قام به من جليل الأعمال. ثم يقول اذهبوا به إلى أعلى عليين، وينادي هاتوا عمر بن الخطاب ويقدم رجل آخر فيقول: جزاك الله خيرا.... وهكذا يأتي بكبار الصحابة والخلفاء وغيرهم ويحاكم كلا منهم ويقضي فيهم قضاءه.
كما كان الشيعة يمثلون مقتل الحسين في قصة تبتدئ بخروجه من المدينة إلى أن قتل في كربلاء.
هذه بعض بذور فن التمثيل في أدبنا العربي القديم، إلا أننا لا نستطيع أن ندعي أنها كانت آثارا مسرحية واضحة تتفق وشروط هذا الفن في عرف النقد الحديث، فإن العرب والفراعنة وإن وجدت لديهم البذور المسرحية والمحاولات التمثيلية إلا إنهم لم يطوروها ولم ينقلوا عن غيرهم ولم نرث عنهم فنا مسرحيا كالذي ورثناه من تراث أدبي آخر خلفوه لنا من فنون الشعر والمقامات والخطب، وكل الذي كان موجودا في مصر والبلاد العربية هو بعض فنون التسلية الشعبية وألوان من التمثيل غير المباشر كخيال الظل والأراجوز والسامر وصندوق الدنيا.
أما لماذا لم يعرف العرب فن المسرح، ولم ينقلوه مع ما نقلوا من ثقافة اليونان إذ نقلوا فلسفة اليونان وبخاصة فلسفة أرسطو، وجهل العرب فن الدراما فمن الأسباب التي تعلل ذلك رؤية الإسلام لفن التشخيص " التمثيل اليوناني" إذ وجدوا فيه تحديا لقدرة الله ومحاكاة له، وأن الإسلام الذي يقضي بحرمة صنع التماثيل ونحتها خوفا من العودة لعبادة الأصنام لا يبيح ترجمة أو تأليف مسرحيات يخلق فيها كاتبوها شخصيات مثلما يخلق النحاتون تماثيل الأصنام، فالعرب إذن لم يهتموا بترجمة أدب اليونان المسرحي لأنه حافل بالوثنية، وهم يتجافون عما يتنافى مع التوحيد الخالص، كذلك من الأسباب المؤدية لخلو الأدب العربي من المسرحيات بالشكل المعروف عند اليونان أن الشعر وهو لغة المسرح المفضلة مصطبغ بالعواطف الفردية والألوان الغنائية من مدح وهجاء وفخر وغزل، وظل موسوما بهذه النزعة بينما الأدب المسرحي يقتضي تحررا من النزعة الفردية ليصور مشكلات المجتمع وعواطف الآخرين، كما أن الأدب الذي اتصل به العرب فيما بعد اتصالا وثيقا كان الأدب الفارسي الخالي من الشعر المسرحي، كما كان من معوقات فن التمثيل عند العرب أن المسرح يقتضي أن تشارك المرأة مع الرجل على المسرح، وتقوم بنصيب في الحركة والعمل، ويقتضيها هذا أن تسفر وأن تظهر للرجال، والعرب كانوا يتحرجون من ذلك، كما يضيف طه حسين سببا آخر هو أن الأدب المسرحي اليوناني كان قد اختفى حين كان العرب يترجمون الثقافة اليونانية إذ كان محظورا لأن المسيحية في ذلك الوقت كانت تراه مغرقا في الوثنية، بينما ترى سهير القلماوي أن عدم معرفة العرب للمسرح بشكله اليوناني أن العرب بطبيعة عقلهم ينظرون إلى الكليات ولا يميلون إلى التحليل والمسرح يعتمد على العقلية التحليلية لا التركيب.
إعداد
محمد علي الفار

هؤلاء بيـننـا

كثيرا ما يجلس الانسان بمفرده حيث يشعر من شدة الوحدة بأنه هو الوحيد الذى يعيش على ظهر البسيطة يتخيل العالم و كانه صحراء جرداء لا تحتوى على أى طرى من كلأ الحياة الرطب ، و أنه نبتة صبار قبيحة المنظر قابعة فى وسط الصحراء تحرقها أشعة الشمس فى الظهيرة و تقتلها البرودة فى الليل ، لا أحد يأبه لها لا أحد يشعر بها لا أحد يشعر بوحدتها و ألمها ، و ان مر عليها عابر فاءنه واحد من اثنان ، اما شخص يقضى حاجته عليها و هو معتقد انه يبعث فيها الحياة وهو لا يدرك مدى ألمها و امتعاضها من الأمر ، أو أخر يداعبها متجنبا بذلك أشواكها حتى تأتى اللحظة المناسبة فيكسر أحد أطرافها ليأخذ منه ما يريد من زيت او أيا كان ما يريده ، تلك هى مأساة الشخص الوحيد لا يشعر بها ولا بمدى معاناته فى الحياة وقسوتها عليه غيره .
ان هؤلاء هم من يمر عليهم قطار الحياة فيدهسهم تحت عجلاته بلا رحمة دون أن يأبه اليهم أو حتى ينظر اليهم على استحياء ليرى ما فعله بهم ، و بغض النظر عن هذا كله فان هؤلاء على قيد الحياة يناضلون من أجل البقاء ، فلهؤلاء عقولا تفكر و قلوبا تحب و مشاعر تحس ربما أكثر من الآخرين ، ان مشكلة الشخص الوحيد تتركز فى انه يدخل المباراة فى الوقت الضائع بعد أن يكون قد فاته كثير الكثير ، انه يدخل الحياة متأخرا بعد فوات الأوان فلا يشعر بمتعة الشعور بأنه على قيد الحياة ، فللأسف هو ينظر اليها من الخارج و يبهره جمالها ، و من خوفه الشديد من الاقتراب يكتفى بمقعد المشاهد المتأمل بمفرده ما يفوته منها .
أحيانا تأخذه الشجاعة للاقتراب و حينها يشعر انه قد تفاهم مع الدنيا و يراها متبسمة فاتحة ذراعيها على مصاريعها فيقترب بلهفة العاشق لحضن محبوبته التى طالما انتظرها حتى اعتقد انه لا أمل فيها و اذا به يصدم بأنه لا مكان له فيها فقد فات الأوان .
ان الحب فى حياة هؤلاء هو نقطة الالتقاء بين الحياة و الموت ، هو الخط الفاصل بين دفء المهد و برودة اللحد فبوجوده فى حياة الواحد منهم يشعره بأنه على قيد الحياة حيث تكسر وحدته و يحاول مرة أخرى الدخول الى معترك الحياة ، ولا يمر الكثير من الوقت حتى يعود سريعا مرة اخرى الى ما كان عليه و أسواء فيعود الى عزلته و وحدته فى قبر نفسه ، و يعود مرة أخرى الى خيالاته و أحلامه باليوتوبيا التى لا وجود لها على أرض الواقع .
فى نظرة متأملة الى هؤلاء الذين ظلمتهم الحياة - وقد تعترض الحياة على كلامى فمن رأيها أن هؤلاء هم من ظلموا أنفسهم فتلك هى طباعهم و سماتهم الشخصية – ولها عذرا فى أن تقول ذلك فانهم كذلك ، ولكن هناك سؤال يطرح نفسه هل ولدوا كذلك ؟ لا أعتقد .
ان فطرة الانسان التى فطره الله عليها هى الاجتماعية و التكاتف فى بناء المجتمع ، فلولا حواء فى حياة آدم لما وجدت الحياة ولولا وجود الناس فى حياة بعضهم لما وصل العالم الى هذه التكنولوجيا و المدنية و الحضارة فهذه هى سنة الحياة .. المشاركة ، ان الحياة تتمحور حول مفهومى الاجتماعية و المشاركة وتأثير الفرد فى المجتمع و تأثره به .
لقد خلق الله الانسان فى أحسن تقويم و لكنها النشأة و أسلوب التربية هما اللذان يؤثران اما بالسلب أو بالايجاب فى حياة الفرد حيث تخلق شخصية صحيحة و سوية أو شخصية ضعيفة بلا هوية شخصية مريضة و معقدة و للأسف ان تلك التربية تخرج أجيالا متلاحقة تتميز بانعدام الهوية و الشخصية والثقة و الانطوائية و السلبية فكثير من الآباء يتعاملون مع أبنائهم على أنهم جزء من أملاكهم الشخصية و بأنهم لهم حرية المنع والحجب و الاختيار فى كل شئ و التدخل فى أدق تفاصيل و خصوصيات حياة الابن ، و كأن مصائب الكون تنتظره بفارغ الصبر فيحجبونه عن الحياة و لا ينتج عن ذلك الا مستنسخ مشوه من كلاهما مستنسخ لا يعرف شيئا عن الحياة الا ما تفضلا عليه به من المثاليات التى لا وجود لها على أرض الواقع ، لا علاقة له بمن حوله الا بمن يشيرون عليه لا وجود لمن يختارهم هو من الأشخاص فى حياته لا شئ الا نسخا مكررة تبث نفس المثاليات التى لا تتمتع الحياة و الواقع بأى منها حتى يأتى السن الذى لا يستطيعون فيها ممارسة هوايتهم المفضلة فى التحكم فى دميتهم عن بعد ومشاهدة هذه القطعة من الأنتيكة وهى تخرج من عالمهم القديم البالى الى المجهول بكل ما تحمله كلمة "المجهول" من معانى الخوف والقلق .
عند هذه السن يضطرون آسفين أن يرفعوا الحصار عن قطعة الأنتيكة الثمينة التى عملوا جاهدين على اخراجها على الوضع الأكمل ، ويخرج هذا المسخ الى الحياة للمرة الأولى متوقعا أن تأخذه بالأحضان فلقد سلحه مربوه بكل ما يلزمه من الحكمة والفضيلة بما يكفى لتدمير حياته و قلبها رأسا على عقب ،و تتوالى الصدمات ففى كل يوم يمر عليه تزداد معرفته لنفسه فيكرهها .. كلما زادت معرفته لها زادت كراهيته لها ، فانه لأول مرة فى حياته ينظر الى المرآة انه يرى ذلك اللاشئ العديم الشخصية ذلك الشخص السلبى الغير قادرعلى اتخاذ أى قرار حتى فى أهم مواقف حياته فلقد اعتاد على ان يرى أشخاص تفصيل و لأول مرة يرى النصف الفارغ لكوب الحياة و يشعر بعدم القدرة على معايشة الواقع فلا يجد أمامه ملاذ الا قبر نفسه فيدفن نفسه فيه تاركا الحياة ورائه ولا يفكر الا فى شئ واحد... لماذا ؟ ، من السبب ؟ ، لمصلحة من ؟
وبعد تفكير ليس بطويل يشعر بأن من كان يظنهم يسلحوه حتى يخوض معترك الحياة هم من حرموه منها ، هم من جردوه من كل عتاده حتى اصبح ضعيفا مهزوما حتى لا يستطيع تحديد مصيره و مستقبله و من هنا يبدأ شعور أنهم هم من سلبوه عمره و حياته و تتبدل مشاعر الحب والتقدير و الاحترام الى الكراهية و الحقد و السخط ، و السبب فى كل ذلك التدخل فى كل تفصيلة من تفصيلات حياته و لم ينتج عن ذلك الا نبتة الصبار التى ذرعها الأهل فى صحراء الحياة تتخبطها رياح الغضب.
محمد يحيى

دعوة لإعداد حملة للدفاع عن رسول الله 


كم من البرامج أعدت وكم من الندوات والمحاضرات ألقيت وكم من المقالت والكتب ألفت وكتبت للدفاع عن الرسول عليه الصلاة والسلام ولكن كل هذا لمن؟ لنا نحن الذين نعرف قدر الرسولe ونجله ونحبه وإلى حد ما كثير منا يعرف سيرته وصفاته وأخلاقه ومعجزاته هذا معناه أننا نحدث أنفسنا وهذا لن يجدي شيئا فالمشكلة ليست عندنا ولكن المشكلة عند من لا يعلمون من هو الرسول ولا يعلمون شيئا عن رسالته وأخلاقه وصفاته وسيرته.. إذايجب توجيه الحديث إلى هؤلاء لذلك أقترح وأوجه دعوة إلى كل أساتذة اللغات في كل الجامعات والكليات المتخصصة بإعداد حملة للدفاع عن الرسول ولكن بلغة هؤلاء الذين نرغب في توجيه الحديث إليهم حتى يفهمون لأنهم يتكلمون عن جهل فالفرق بيننا وبينهم أننا نحب ونقدس ونؤمن بسيدنا موسى وسيدنا عيسى وكل الأنبياء والرسل السابقين عليهم جميعا السلام لأننا كمسلمين نستمد عقيدتنا ومعلوماتنا من القرآن الكريم الذي لم يتبدل ومن السنة النبوية المطهرة أما هم في الغرب فيستمدون معلوماتهم من الميديا والإعلام لذلك أدعو لترجمة الكتب التي تتحدث عن جوانب العظمة المحمدية ونشرها في أوربا وأمريكا وشتى أنحاء العالم ومن الممكن أن يشارك في ذلك رجال الأعمال إلى جانب المؤسسات الرسمية مثل الأزهر والجامعات ووزارة الأوقاف وأنا أثق أن هذه الكتب ستجد رواجا في الخارج وذلك لأن هذه الشعوب يحبون المعرفة ويقبلون على القراءة كما أنهم في شوق إلى معرفة حقيقة هذا الدين الذي كثر الحديث عنه وتوجه إليه تهم الإرهاب والدموية وغيرها من التهم الباطلة.
إيمان حجازي

أدب الطفل

الكتابة للطفل لها قواعدها وضوابطها الخاصة التي ربما تحد من المجال الحيوي الذي يحب الأديب أن يكون واسعا فسيحا يتحرك فيه المبدع دون قيود أو معوقات، وفي الوقت نفسه الذي تفرض فيه مرحلة الطفوله على الكاتب بعض القيود فإنها تطالبه بالخيال الواسع الخصب البكر فكلما كانت المنطقة التي يكتب فيها جديدة ولم يطأها كاتب من قبل كلما كان هذا أفضل ( وهذه حلقة عن أدب الطفل سجلتها في قناة الأسرة والطفل)

الدعاء سلاح المؤمن


حث النبي على الدعاء، وأخبر أنه عبادة لله – تعالى - فقال صلي الله عليه وسلم: «الدعاء هو العبادة» [رواه الترمذي]، وفي رواية أخرى للترمذي أيضا: «الدعاء مخ العبادة»؛ لذلك يحرص المسلم على الدعاء، ويتقرب به إلى الله تبارك وتعالى، ويعلم المسلم علم اليقين أنه يدعو الله السميع البصير المجيب (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ) [النمل62]. والمسلم لا يقول: دعوت الله فلم يستجب لي؛ لأنه على يقين أن دعوته لا مفر قد أصابت شيئًا من عدة وجوه؛ فهي إما أن تُستجاب له، فيقضي الله عز وجل حاجته التي يريدها، أو يرفع الله بمثل هذه الدعوة عنه بلاء كاد أن يصيبه، أو يدخرها الله عز وجل لعبده المؤمن في الآخرة، فيُعطى من الحسنات يوم القيامة ما يعادل استجابة هذه الدعوة له ..وآنذاك يتمنى لو أن الله عز وجل ادخر له كل الدعوات إلى يوم القيامة. والدعاء هو سلاح المؤمن في كل المواقف خاصة الشدائد؛ فقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يدعو الله كثيرًا أن ينصره، وينصرَ المسلمين ويعزَّ الإسلام .. وكذلك الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم التابعون والصالحون وإلى يومنا هذا. ويتناول هذا الكتاب كل ما يخص الدعاء، أنواع الدعاء، والأوقات والأحوال والأماكن التي يستحب فيها الدعاء، وكثير من الأدعية في الأحوال المختلفة.. وغير ذلك.